كانت تخشى على نفسها الهلاك

.

.

الضربة التي لا تقتل قلبك تقويه … كل ضربة تصل إلى العمق فيك ولا تقتلك ليست إلا إثبات آخر على أنك حي .. قوي .. وترزق …

صدقني أنا أكثر من يعرف بأنك لا تستحق ، أكثر من يعرف … رغم أن هناك صوت في داخلي يستمر في الدفاع عنك دائماً ، صوتٌ يصرخ دوماً بأنك الأطيب ، الأجمل ، الأفضل ، الأخير ، الأنقى …

 .

هذا الصوت بدأ بالتلاشي ، كـ مطر خفّت غيمته .. أعرف بأنه سيختفي ، لكن مصدره لن يختفي .. مصدره العميق المتأصّل فييّ … أشعر أني ولدت وهو أحد أجزاء قلبي ..

 .

ارحل ، ارحل .. لكن ليس بهذه الطريقة التي تهين كل ما لك بداخلي …

لا بأس بـ بكائي شرط أن تكون كل قطرة من دموعي تعرف لماذا يحدث هذا ، صدقني لا أمانع أبداً …

ألم أخبرك يوماً بأن الصدق هو الأجمل ؟ مهما كانت الحقيقة مؤلمة ، فأحد مسكنات الألم الناتج عنها هو أنها حقيقة ، حقيقة وليس وهم ! على عكس عندما تكون السعادة كذباً ، يكفي أنك اكتشفت أن سعادتك هي ليست حقيقية هي مجرد كذبة وانتهت !

ما رأيك ؟ أليس الصدق أجمل ؟ ألطف على أنسجة القلب ؟

لماذا تحب أن تختار الطريقة الصعبة ؟ التي تجعل عضلات القلب تؤلم في كل انقباضة وانبساطة ؟

 .

كنت شيئاً جميلاً ، جماله يتسبب في البكاء ، والتفكير في الموضوع يستدعي البكاء ، والبكاء يستدعي التوقف عن البكاء نتيجة لاحتقان العينين من البكاء … كم مرة ذكرت البكاء ؟ عدد المرات لا شيء بالنسبة للبكاء الحقيقي الذي حدث …

 .

دائماً أُُخبرني بأني أكتب عنك لأن كتاباتي جميلة ، ولأني أحب أن تعيش نبضات قلبي للأبد على شكل كلمات ، لكن اكتشفت أن نفسي كانت تخدعني : (  أنا أكتب عنك لأني لا أريد أن أكتب لك ، لأني بت أخجل من أن أكتب لك – لا أعرف إذا كان هذا الموقف يذكرك بشيء ، سبق وأخبرتك أنني أكره أن أخجل من كتابتي لأحدهم وأن هذا سبب وجيه لإنهاء علاقتي به – نيّة نفسي كانت سليمة ، كانت تخشى على نفسها الهلاك …

.

الهلاك الغير وجيه ، لا أعرف تهمس نفسي  لي بأن علاقتي بك نوعٌ من أنواع الانتحار …

 ..

أيكفي أن أشرب شرابك المفضل ، و أنظر كثيراً في لونك المفضل ، و أتأمل في مغنيتك المفضلة وأسمع لها كثيراً وآكل الشوكولاته المفضلة لديك لـ أستمر في الحياة ؟

أن أنظر بحب لكل من يحمل اسمك حتى ولو كانت هذه المرة الأولى التي ألتقيه بها …

.

يبدو أن مشروبك والشوكولاته التي تحبها و كل ما تحبه لا يزيد الطين إلا بله … استمريت أنا بالحياة وتوقفت الحياة ، لازلت أتنفس على ما يبدو فأصابعي لا يمكنها الكتابة بلا أكسجين ، لكن المشاعر تجمدت … أصبحت كـ ميزان حرارة معطّل ، لا يمكنني تمييز شيء …

 

 .

.

 

.

  •         هُنا ، الآن ، أنا أكتب عنك وليس لك : )

أضف تعليق